Categories مقالات

شبح بحجم ظفر الأصبع يهدد أكبر صانعي السيارات في العالم

شبح بحجم ظفر الأصبع يهدد أكبر صانعي السيارات في العالم

ما يميز السيارات الحديثة المصنعة في العقدين الماضيين هو التقنية المتطورة والتي تجعل من القيادة سلسة ، والكماليات المرفهة الموجودة بها ، وتعتمد هذه التقنيات على قطع متناهية الصغر تعرف بأسم أشباه الموصلات وهي مكون مهم لكل ما يتعلق بالتكنولوجيا اليوم ، فمن الحواسيب إلى الموبايلات إلى الغسالات، إلى الأجهزة الطبية والسيارات، جميعها تدار بواسطة بضع مليمترات مربعة ومقاربة قد تكون بحجم ظفر الإصبع مصنوعة من السليكون .

وعلى مدى العشرين شهراً الماضية تضررت العديد من الصناعات خاصة في اوروبا والولايات المتحدة اثر نقص عالمي في هذه الرقاقات مما اضطر شركات كبرى لتصنيع السيارات مثل فولكسفاجن لتخفيض ساعات العمل في مواقع الإنتاج بسبب شح المكونات الإلكترونية ، اضافة لشركة جنيرال موتورز الامريكية الرائدة في مجال صناعة المحركات والعربات ، اما فورد فقد أعلنت تعليق عملية الإنتاج في مصانعها في ولاية ميشيغن، ومدينة شيكاغو، ومدينة كواوتيتلان المكسيكية، مع إبطائه في كانساس سيتي وديربورن ولويسفيل. وستُلغى ساعات العمل الإضافية لعمال المصانع .

ويقع اللوم في معظمه على الوباء وما سببه من زيادة في الطلب من المستهلكين في فترة الإغلاقات، ولكنه ليس السبب الوحيد ، حيث ساهم الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والعملاق الصيني في هذا النقص الحاد ، ضمن عدة إجراءات اتخذتها الإدارة الامريكية كحظر شركة هواوي العاملة في مجال الاتصالات .

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي رائد في مجال الأبحاث، فإن حصته في السوق العالمية لأشباه الموصلات تقدر بنحو 10% فقط ويعتمد بشكل كبير على دول من خارجه لتوفير احتياجاته منها، وخاصة الدول الآسيوية مثل تايوان وكوريا الجنوبية والصين والتي تعتبر المصدر الأول لهذه القطع .

و تعتزم المفوضية الأوروبية عرض حزمة تشريعية ، تهدف إلى تعزيز حصتها في السوق العالمية لإنتاج أشباه الموصلات ذات الأهمية الاستراتيجية، كما انضم الرئيس الامريكي جو بايدن لإعلان شركة إنتل العملاقة عن استثمار ضخم بقيمة 20 مليار دولار لإنتاج الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة ومحاولة إستخلاص تشريعات من الكونغرس الامريكي لدعم مشاريع مشابهة بإعتبارها مسائل تتعلق بالأمن القومي .