Categories مقالات

ما بين المزارع والمستهلك إحتكار الوسطاء يقفز بأسعار الخضار.

ما بين المزارع والمستهلك إحتكار الوسطاء يقفز بأسعار الخضار.

شهدت أسعار الخضار إرتفاعاً كبيراً في ثاني أيام شهر رمضان المبارك ، حيث وصلت بعض المحاصيل لسعر غير مسبوق ، وسط حيرة المستهلك الليبي وعدم فهمه لهذا التغيير المفاجئ .

تعتمد ليبيا بشكل أساسي على المزارع المحلية بالنسبة للخضار ، وتتوزع المحاصيل في مناطق محددة ، فالبصل مثلاً غالباً ما يكون مصدره مزارع الجنوب الليبي في وادي البوانيس والسرير وغيرها ، اما البطاطس فتزرع وتزدهر في أرياف جنوب طرابلس ، أما الشجيرات الورقية كالخس والبقدونس فتتركز زراعتها في ضواحي طرابلس .

غالباً ما يتواجد في المدن خاصة الكبرى سوق مركزي أو أكثر ، وتعتبر هذه الأسواق هي حلقة الوصل بين المزارع والمستهلك ، وهنا تبقى إحتمالية المضاربة قائمة.

يتحدث لنا المزارع خليفة المشاط وهو صاحب مزرعة في منطقة المرازيق جنوب طرابلس عن ما يحدث مع المزارع وطبيعة العلاقة مع التجار قائلاً ” محاصيلي لا تباع مباشرة إلى الزبون ، بل إلى تجار السوق المركزي وغالباً ما يكون سوق الأحد ، تتركز زراعتي على البطاطس بالإضافة لبعض المحاصيل الأخرى ونتفاجئ احياناً بالإختلاف الكبير في الأسعار ” ويروي هذا المزارع ما حدث في الفترة التي سبقت شهر رمضان قائلاً ” كانت البطاطس تباع من المزرعة ب600 درهم للكيلو جرام الواحد ، بينما تباع جملة ب1،10 دينار ، ثم يشتريها المواطن من المحال ب2 دينار ، هذا مخزي وغير منصف “

وأثار إرتفاع أسعار الخضروات موجة من الإستياء والسخط من المواطنين ، حيث انتشرت مقاطع الفيديو الساخرة من عدة مدن ، ساخرين من ثمن كيلو الفلفل الذي وصل ل20 دينار وكيلو الطماطم ل10 دينار وغيرها ، كما انتشرت بعض الحملات والوسوم المطالبة بضبط الأسعار ومراقبتها من الدولة كالوسم ” وين الحرس البلدي ” .

ويتحدث الشاب خالد الحارس وهو صاحب محل لبيع الخضار والفاكهة بضاحية عين زارة عن ما حدث في اليومين الماضيين قائلاً ” شعرت بالخجل من أن اجلب الفلفل والطماطم بعد أن وصلت لهذه الأسعار ، هذا غير منطقي وما يحدث هو إستغلال ومضاربة ” ويضيف خالد ” اعلم بأن المزارع ايضاً ضحية كالمواطن بالضبط ، فأنا ابيع الخضار منذ 13 عاماً “

اما في العاصة طرابلس فيتواجد أكثر من سوق مركزي للخضار والفاكهة ولكن أبرزها سوق الأحد الواقع جنوب المدينة ، وسوق الحي الإسلامي الواقع غربها ، وما إن تتجول في هذه الأسواق حتى تلاحظ أن السواد الأعظم من الباعة هم من الأجانب ، خاصة المصريين .

ويتحدث الباحث الإستراتيجي ابو بكر السنوسي عن وضع الأسواق الليبية قائلاً ” سيطرة العناصر الاجنبية على أسواقنا هو أمر خطر للغاية ويوضع تحت بند السلم الغذائي للدولة ” ويضيف منفعلاً ” لا يعلم معظم المواطنون عما يفعله التجار الأجانب بالأسواق فهم يبخسون الإنتاج المحلي ويستوردون بعض المحاصيل التي لا نحتاجها ، ويضاربون بالأسعار والجهات الحكومية نائمة في العسل ” .