Categories الاخبار

الجفاف “يعتصر” محصول الزيتون للعام الثالث على التوالي

الجفاف “يعتصر” محصول الزيتون للعام الثالث على التوالي

يشهد محصول الزيتون منذ أكثر من ثلاث سنوات تناقصاً واضحاً في معدلات الإنتاج متأثراً بالجفاف وشح الأمطار وتذبذب المياه الجوفية بحسب اصحاب مزارع بمدينة ترهونة جنوب طرابلس .

يعاني المزارع ناصر الهمالي من خسائر متواصلة في أشجار الزيتون ويقول لبكم “هذه الأشجار عمرها عشرات السنين وأشاهد كل أسبوع أحداها يتآكلها الجفاف وتموت، المحصول تضرر بشكل كبير منذ العام 2018 وتوقف بعض المزارعين عن العناية بمزرعته”.

وشهدت هذه الزراعة تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضيةوارتفع عدد أشجار الزيتون من 800 ألف شجرة في العام 1932، ليصل في العام 1971 إلى 3.31 ملايين شجرة، ومن ثم شهد القطاع توسيعاً في كافة المناطق الزراعية إلى 12 مليون شجرة بنهاية عام 2007، وذلك وفق مصلحة الإحصاء والتعداد، ثم تراجع العدد إلى ثمانية ملايين شجرة خلال عام 2020.

ويؤكد الخبير الزراعي محمد التومي أن وزارة الزراعة كانت تسعى لإطلاق مشروع متكامل يهدف لإنقاد الآلاف من أشجار الزيتون في ليبيا وخاصة المنطقة الغربية، عبر اعتماد نظام التقطير،ولكن المشروع لم يستمر بسبب غياب الدعم ويقول التومي “من الضروري تفعيل البرامج الحكومية ودعم المزارعين من أجل المحافظة على أكثر من ثمانية ملايين شجرة زيتون في ليبيا متوزعة على مختلف أنحاء البلاد “

وتأثرت أسعار زيت الزيتون بشدة في السنوات الأخيرة بسبب قلة العرض وضعف الإنتاج حيث تجاوز سعر لتر زيت الزيتون البكر ال30 دينار، بعد أن كان سعره قبل 3 أعوام يتراوح من 9-15 دينار حسب حداثته وجودته، وتوقع صاحب معصرة الزيتون سالم الفقي أن يستمر هذا الوضع القائم ويقول ” في السنوات الماضية كانت تتكدس شحنات الزيتون خارج المعصرة ونضطر للعمل 3 ورديات أثناء الموسم ولكن في السنوات الأخيرة ضعف الإنتاج بشكل كبير جداً ” .

تعتمد عدة دول على إنتاج الزيتون ومشتقاته كإسبانيا والمغرب وإيطاليا وغيرها كمورد اساسي ومصدر مهم للصادرات وفرص العمل وتسخر له الجهود والإمكانات للحفاظ عليه، بينما تعيش هذه الشجرة المباركة ظروفاً صعبةً ليست ببعيدة عما يعيشه أصحاب الأرض التي تنبت عليها بسبب غياب الاستراتجية والإهمال الذي يهدد بنسف هذا المورد المرتبط بثقافة وموروث الليبيين .