Categories الاخبار

بإنتشار ثقافة المشروعات الصغرى والأسرية.. هل يقل اعتماد الليبيين على الوظائف الحكومية ؟

بإنتشار ثقافة المشروعات الصغرى والأسرية.. هل يقل اعتماد الليبيين على الوظائف الحكومية ؟

في الوقت الذي غابت فيه الدولة ك”كيان” عن القيام بدورها في وضع ركائز لاستراتيجيات اقتصادية وانشغلت بالصراعات السياسية والعسكرية وساءت فيه الأوضاع المعيشية أصبحت تتجلى بوضوح ملامح اقتصاد موازي دفع إليه الليبييون لصعوبة الحياة .

وربما يمثل ما نشهده في السنوات الأخيرة تغيراً في نمط  الاقتصاد الليبي والسبب يعود لفترة طويلة عاشها أفراد المجتمع  في الخمسين سنة الماضية بداية من طفرة النفط في بداية السبعينيات الميلادية والتحول إلى مجتمع يعتمد على ريع النفط،  خلق ثقافة عمل وأنماط اجتماعية كانت مناسبة لتلك الظروف حولتنا إلى مجتمع استهلاكي بالدرجة الأولى.

لطالما اعتمد الليبييون على القطاع العام كوسيلة وكان “التعيين” في مؤسسة عامة طموحاً لمعظم الشباب في الوقت الذي تقتصر فيه الوظائف ذو الطابع الحرفي على الوافدين.

منذ حوالي اربع سنوات نشطت بشكل ملحوظ المشروعات الصغرى والمتوسطة والتي تبني عليها دول عظمى اقتصاداتها وتتمثل معظم هذه المشروعات في حل مشكلات يومية بسيطة أو بصناعات يدوية أو نصف يدوية عبر ما يشبه المشاريع الأسرية كما ساهم إنتشار شبكة الانترنت في هذه الطفرة ما صنع سوقاً موازياً ووفرة في فرص العمل وازدهاراً في بعض التجارات.

تروي دانيا صاحبة ال27 ربيعاً كيف بدأت مشروعها في خياطة وتطريز العبايات النسائية وهي حرفة تعلمتها عن جدتها وبدأت عبر التسويق على مواقع التواصل وتحديداً “سناب شات ” وتقول” بدأت لوحدي ثم علمت شقيقتي الصغرى وبدء مشروعنا يكبر حتى أصبحنا 7 عاملات وضاقت الغرفة واستأجرنا مشغلاً ” وعن ازدهار المشروع تتحدث رانيا قائلة ” الآن نمتلك مشغلاً كبيراً ومعرضين وأصبح عدد العاملين 46 من خياطين ومصممين ومسوقين وبائعين إضافة للسائقين العاملين في خدمات التوصيل ” .

وربما كان لفترة كورونا بعض الإيجابيات رغم ظلاميتها، حيث ازدهر التسويق الإلكتروني والحرف اليدوية المنزلية ويروي عبد القادر الفرجاني وهو شاب يبلغ من العمر 30 عام كان يعمل كطباخ بأحد المطاعم عن سوء أوضاعه المالية مع بداية الإغلاق التام وكيف شجعته والدته للعمل مطبخ المنزل وهذا ما فعله آنذاك ويقول “جهزت مطبخ منزلنا وبدأت في تعليم شقيقي وشقيتي الصغرى وصفات تتبيل الدجاج وإعداد الأصناف واطلقنا مشروعنا عبر التسويق على الإنترنت، صدمت بالإقبال الواسع منذ أول أسبوع حيث كانت كل المطاعم مغلقة”.

ويدير عبد القادر الآن شركة تموينية كادرها يتجاوز ال100 موظف تمد عدد من المصحات والشركات بالوجبات ويتكون طاقم عملها بالكامل من موظفين ليبيين.

يوجد كل اقتصاد لغرض تلبية الاحتياجات المتزايدة للناس مع تغير ظروف الحياة، وبالتالي فإنه أحد مكونات المجتمع ،والمجتمع هو الإطار الذي يعمل فيه الاقتصاد.