بعد إغلاق نورد ستريم.. أوروبا تترقب شتاءاً قاسي والصين أكبر المستفيدين
أثار إغلاق عملاق الغاز الروسي غازبروم خط غاز نورد ستريم 1 يوم الجمعة إلى أجل غير مسمى الشكوك في الأوساط الأوروبية حول إمكانية تعويض هذا الفقد والطرق البديلة لتجاوز أي نقص في إمدادات الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
وكان من المقرر أن يستأنف خط الغاز الممتد عبر بحر البلطيق لتوصيل الإمدادات من روسيا إلى ألمانيا ودول أخرى العمل يوم السبت الماضي بعد توقفه 3 أيام للصيانة.
وألقت روسيا باللوم في عرقلة العمليات الروتينية وصيانة نورد ستريم 1 على العقوبات التي فرضها الغرب عليها بعد بدء حرب أوكرانيا في 24 فبراير الماضي فيما تتهم بلجيكا والولايات المتحدة روسيا باستخدام الغاز سلاحاً اقتصادياً بعد أن قلصت غازبروم تدفق الغاز عبر هذا الخط إلى أوروبا إلى 20% فقط من طاقته الاستيعابية.
الإجراء الروسي جاء بعد سويعات فقط من إعلان وزراء مالية مجموعة الدول السبع المتمثلة في بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة عن خطة لتطبيق حد أقصى لسعر النفط الخام لروسيا ومنتجاتها البترولية وقال وزراء مالية المجموعة بأن القرار يهدف إلى تقليل قدرة روسيا على تمويل حربها “العدوانية”على أوكرانيا إلى جانب إرتفاع الأسعار وتحكم روسيا فيها .
ويستعد الاتحاد الأوروبي لحظر استيراد النفط الروسي اعتباراً من الخامس من ديسمبر المقبل، بالإضافة لمنع شركات التأمين الأوروبية من تغطية عمليات نقل النفط الروسي إلى وجهات أخرى خارج القارة .
وفي ردود الفعل بعد توقف الإمدادات صرحت رئيسة الوزراء السويدية في مؤتمر صحفي بأن بلادها قد تواجه شتاء صعباً ،أما ألمانيا فقد ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الأحزاب الثلاثة المكونة للإئتلاف الحاكم وافقت على حزمة إجراءات اقتصادية جديدة لمساعدة المستهلكين على مواجهة الزيادة الحادة الأخيرة في أسعار الطاقة، وفي فرنسا قالت السلطات إنها ستعمل على تشغيل جميع مفاعلاتها النووية الـ56 خلال الشتاء من أجل التغلب على أي أزمة متوقعة في الطاقة، ودعت وزيرة الطاقة الفرنسية إلى تضامن أوروبي لتجاوز الشتاء المقبل دون نقص في إمدادات الطاقة.
أما القطب الآخر ، الولايات المتحدة فقد صرح مجلس الأمن القومي الامريكي انه غير المستغرب أن تستمر روسيا في استخدام الطاقة سلاحاً ضد المستهلكين الأوروبيين ، مؤكداً أن الولايات المتحدة تتعاون مع أوروبا لضمان توفر الإمدادات الكافية .
ورغم العلاقات القوية بين بكين وموسكو ، فإن تجار الغاز المسال الصينيون يجنون أرباح ضخمة من إعادة بيع الغاز إلى أوروبا والتي لازالت الصين تحصل عليه بشكل كبير .
ويقدر محللون حجم شحنات الغاز المسال التي تمت إعادة تصديرها بواسطة الشركات الصينية إلى أوروبا بنحو 4 ملايين طن خلال النصف الأول من العام الجاري أو ما يعادل 7% من إجمالي واردات الكتلة الأوروبية .
إغلاق خط أنابيب الغاز من شأنه أن يغير التحالفات الإقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وتمثل ذلك في عدة صفقات أبرزها تلك التي عقدتها إيطاليا والتي تحصل على جزء من إحتياجاتها من ليبيا مع الجزائر بالإتفاق على توريد شحنات ضخمة ، كما أعلنت قطر عن إستعدادها لضخ كميات كبيرة للقارة الأوروبية ، كما صرحت أذربيجان عن قدرتها على زيادة الإنتاج .
الوضع الحالي يمكن أن يخدم عدة دول في المنطقة منها ليبيا ويضعها في موقع قوة أحياناً وشد وجذب في أحيان أخرى بين القوى الفاعلة المتمثلة في الدب الروسي الذي يستعمل الغاز كورقة ضغط على الأوروبيين وامريكا التي تحاول أن تكبح جماح الخصم القديم .