لماذا يتكرر سيناريو غرق الشوارع عند هطول الأمطار ؟
مع دخول فصل الشتاء وإنطلاق موسم هطول الأمطار يظهر الضعف الكبير في البنية التحتية وشبكات تصريف المياه المتهالكة وتتسبب تجمعات المياه والبرك في اغلاق طرق ومسارات حيوية وتضرر في المرافق والممتلكات العامة والمنازل والمحال التجارية .
ومع طرقات تملؤها الحفر والشقوق أو ترابية تنال سيارات المواطنين حصتها وتنتشر صور المركبات الغارقة في المستنقعات على منصات التواصل .
محمود الراجحي رجل خمسيني يتحدث عن معاناته على الطرق في شوارع العاصمة بعد أن دخلت سيارته للصيانة أكثر من مرة بالتزامن مع كل موجة أمطار ويقول ” اقطن في ضاحية عين زارة ورغم مساحتها الشاسعة الا ان شوارعنا تخلو من اي شبكات صرف صحي تعطلت سيارتي ثلاث مرات في هذا الشتاء فقط احداها غرقت ومعي عائلتي ونجدني سائق سيارة رباعية ” ويضيف بصوت مرتفع ” نسمع عن مليارات تصرف منذ سنوات طويلة ولكننا لا نرى إنجاز ، العالم يحتفل بالغيث اما نحن نخافه ، لدي ثلاث فتيات في المرحلة الجامعية وانا من أوصلهم إلى جامعاتهم وانا أعمل موظف حكومي ومكان عملي في مركز طرابلس ” وتحدث وهو يقلب يديه عن تكلفة صيانة السيارة قائلاً ” بعد اكثر من ربع قرن في الوظيفة اتقاضى 755 دينار وآخر رحلة لي للورشة كلفتني اكثر من 400 دينار وأجد نفسي ملزماً بتحمل التكلفة لأنني أحتاجها لعائلتي إضافة لعملي كسائق بالأجر لعدد من العمالة الوافدة لأجمع ثمن الخبز ” .
النشاطات التجارية ايضاً تتأثر بشكل كبير من برك المياه حيث يقتحم السيل بعض المخازن وتصاب الحركة التجارية بشلل من إغلاق الطرقات ويتحدث مروان المسلاتي صاحب محل للمواد المنزلية بحي السراج عن معاناته قائلاً ” نحن نعاني من حالة ركود وكساد تجاري كبير جداً منذ حوالي ثلاثة أشهر وبعد الأمطار أصبحت من الصعب التنقل والحركة والشوارع الرئيسية والفرعية مغلقة بفعل المياه مما يقلل من حركة الناس ” .
يتضرر قطاع الكهرباء ايضاً الذي يعاني أصلاً منذ سنوات من السيول والتي تقتحم محطات الكهرباء وتتسبب في خرابها ويحكي لنا سالم المنصوري وهو من سكان حي فاطمة الزهراء بمنطقة خلة الفرجان عن معاناته هو وسكان الحي من الكهرباء قائلاً ” درجات الحرارة منخفضة والبرد قارص وينقطع الكهرباء بالأيام احياناً بسبب وجود محول الكهرباء بمحطة منخفضة تتدفق لها مياه المطر ” ويضيف بنوع من السخرية ” ما أكثر الكلام وما أقل الإنجاز ، أطفالي يتجمدون برداً ومولد الكهرباء المنزلي الذي أملكه أصبحت انفق عليه أكثر من عائلتي “
ويساهم التمدد السكاني والعمراني نحو اطراف المدينة ومناطق الضواحي في هذا الوضع ، حيث يقطن عدد كبير من السكان في هذه المناطق الواقعة خارج التخطيط العمراني والغير مؤهلة لأن تحتمل هذا العدد من السكان بغياب شبكات تصريف المياه والصرف الصحي إضافة للخدمات مثل المدارس والمرافق الصحية والدوائر الخدمية .