مع إستمرار ازمة إمدادات الطاقة ، اوروبا تعود لحرق الفحم الحجري
سارعت عدد من دول اوروبا والتي تعتبر أكبر مشتر للغاز الروسي إلى إيجاد إمدادات وقود بديلة، عقب إعلان روسيا عن خفض جديد لإمدادات الغاز اليها ، وسط احتمالات بأن تعود دول الاتحاد الأوروبي إلى حرق الفحم للتغلب على نقص تدفقات الغاز ، مما يهدد بأزمة طاقة في الشتاء في حال لم يتم إعادة ملء المخزونات.
وأشارت كل من ألمانيا والنمسا وهولندا إلى أن محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم قد تساعد أوروبا في اجتياز الأزمة التي أدت إلى زيادات حادة في سعر الغاز وتضاف إلى التحدي الذي يواجه محاربة التضخم.
وكانت ألمانيا قد أعلنت عن إعادة تشغيل محطات كهرباء تعمل بالفحم كانت تسعى إلى التخلص منها تدريجيا نظراً للأضرار البيئية المترتبة عليها.
وفي النمسا اتفقت الحكومة مع احدى الشركات المحلية على تحويل محطة للكهرباء تعمل بالغاز إلى استخدام الفحم إذا واجهت البلاد وضعا طارئا للطاقة ، وهي التي من المرجح أن تحصل على نصف كمية الغاز المعتادة من روسيا.
اما هولندا فقد اعلنت عن منح الإذن لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في البلاد بزيادة الإنتاج للمساعدة في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
جاء كل ذلك بعد إعلان غازبروم الروسية التي تسيطر عليها الدولة إلى تخفيض سعة نورد ستريم وهو خط أنابيب رئيسي يورد الغاز إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى، معللة ذلك بتأخر عودة معدات أرسلتها شركة سيمنس الألمانية إلى كندا للصيانة ، فيما يعتبر البعض أن هذا التخفيض ما هو إلا ورقة ضغط جديدة من روسيا ، رغم تصريح المتحدث باسم الكرملين بأن الغاز موجود وجاهز للتسليم و” لكن يجب على الأوروبيين أن يعيدوا المعدات التي ينبغي إصلاحها وفقا لالتزاماتهم”.
هذه الضغوطات جعلت الأوروبيين يبحثون عن مصادر بديلة للغاز ، موجهين أنظارهم صوب الساحل الأفريقي للمتوسط وخاصة ليبيا والجزائر بمخزونهما الهائل من الغاز الطبيعي ، ولكن هذه الدول ليست بمنأى عن صراع الطاقة المستعر في اوروبا والذي يغلب عليه طابع التحالفات السياسية واحياناً العسكرية.