نقص غاز الطهي في الجنوب الليبي، أزمة متواصلة رغم الوعود
منذ سنوات يعاني الجنوب الليبي من نقص في مقومات الحياة وظروف معيشية صعب ومع تغير سياسي تشهده البلاد يتأمل مواطني الجنوب أن تجد السلطة الجديدة حلاً لأزماتهم المتراكمة .
وتعد أزمة المحروقات واحدة من عدة ازمات يعيشها الليبييون في هذه المناطق الواقعة والتي يعتبرها سكانها منبع الثروة في ليبيا، ومع ذلك يعاني سكانها الفقر، وشح في الوقود وغاز الطهي مما يجبرهم على شرائه من السوق السوداء بأضعاف ثمنه .
ويرجع السبب بحسب الباحث الاقتصادي المبروك بلحاج لعنصرين أساسسين وهما الوضع الأمني والفساد المستشري في الدوائر الحكومية ويقول ” مناطق الجنوب تعاني من إنتشار الجريمة والمجرمين، ما يحد من قدرة المواطنين على ممارسة حياتهم في التجارة أو السياحة أو حتى التنقل بين المناطق ” اما بالنسبة للفساد فيقول الباحث ” حتى وإن أرسلت وزارة النفط شحنات وقود أو غاز طهي للمنطقة يتحتم على المواطنين الانتظار في طوابير طويلة ، وينتهي بهم الأمر إلى اللجوء للسوق السوداء لعدم تعطل مصالحهم ، سبب سيطرة بعض المجموعات على محطات الوقود والغاز والتي تسببها ظاهرة التهريب المتفاقمة منذ عقد من الزمن “.
وكانت حكومة الوحدة الوطنية قد خصصت 500 مليون دينار لدعم الجنوب من باب التنمية في الميزانية العامة، مع ضرورة إعطاء الأولوية للجنوب، وتقديم الخدمات الأساسية من خلال الوزارات المختلفة. بالإضافة لزيادة الشحنات المتجهة لهذه المناطق من وقود وغاز طهي.
يتحدث المواطن محمد الوافي من قرية وادي عتبة عن معاناة منطقته في ظل أزمة نقص غاز الطهي قائلاً ” يبلغ الآن سعر اسطوانة غاز الطهي 90 دينار ، ووصل سعرها في فترات النقص الحاد إلى 180 دينار وحتى 200 دينار “.
ويضيف الوافي ” نضطر احياناً للعودة إلى الحطب والفحم إذا كان متوفراً ويصعب الاعتماد على الأفران الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام خاصة في فصل الصيف ” .
اما في سبها أكبر مدن الجنوب يروي لنا عبد الباسط سلامة عن أزمة غاز الطهي ” نرى شاحنات الغاز وهي تفرغ شحناتها على المستودعات وبمجرد الانتهاء تغلق أبوابها ، وعندما تسأل البائع ينكر وصول أي شحنات ، وتنتقل بشكل مباشر للسوق السوداء ونقع صحية للإحتكار والمضاربة بين تجار الأزمات ، مع غياب للجهات المسؤولة ” .