Categories الاخبار

هل يتناسب دخل المواطن الليبي مع أسعار السلع الغذائية ؟

هل يتناسب دخل المواطن الليبي مع أسعار السلع الغذائية ؟

منذ سنوات تعيش ليبيا في وضع إقتصادي ومالي غير مستقر وموجات متلاحقة من الأزمات كان سببها بشكل أساسي إنقسام المؤسسات وحالة التشظي السياسي والإداري والذي تولد عنه سوء في الأوضاع المعيشية وارتفاع في كل الأسعار .

وينفق العالم في كل عام مليارات الدولارات على الغذاء في كل عام ، ويختلف الإنفاق من دولة إلى اخرى بحسب معدلات الدخل والظروف الاقتصادية إضافة للإكتفاء والحاجة إلى التوريد .

ووصلت أسعار الغذاء إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في مارس الماضي على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا وما تبعها من عرقلة صادرات القمح والحبوب، وفق تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو ، حيث سجل مؤشر الأغذية ارتفاعاً بنسبة 12.6% في مارس ، مقارنة بالمستوى المسجل في فبراير السابق له، محققًا بذلك قفزة نوعية ليبلغ أعلى مستوى له منذ عام 1990.

بعد الأزمة الاقتصادية والمالية والتي بدأت في ليبيا عام 2015 شهدت أسعار الغذاء قفزات متتالية في الأسعار وتباين واضح في الارتفاع بين سنة واخرى ، حتى بلغت في العام 2017 لدرجة جعلت من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها تحذر من ازمة سوء غذاء قد تضرب البلاد في اي لحظة .

وتعتمد ليبيا بشكل اساسي على السلع الغذائية المستوردة ، سواء في المحاصيل الزراعية او الحبوب وحتى المعلبات وبذلك ترتبط الأسعار بشكل وثيق بأسعار العملات الاجنبية التي تدفع مقابل هذه السلع .

ويربط الباحث الاقتصادي سالم الهمالي الانفاق الغذائي في ليبيا بسلوك الدولة الاقتصادي قائلاً ” في فترة النظام الجماهيري كانت معظم السلع الأساسية مدعومة من قبل الدولة بل وحتى الأعلاف الحيوانية وهذا ما جعل الدولة تصد ازمات سلاسل التوريد العالمية دون وعي للمواطن بما يحدث في العالم والذي نحن جزء منه ” .

ويشتكي عدد من المواطنين من عدم تكافئ الأجور مع أسعار السلع حيث ارتفعت بعض السلع لأكثر من 400‎% ، ولعل أقرب الأمثلة هو رغيف الخبز الذي ارتفع سعره من 50 درهم في 2013 إلى 333.33 درهم ولتر زيت الطعام الذي تجاوز سعره 11 دينار .

ويتحدث المواطن زياد بن عثمان من مدينة طرابلس عن ارتفاع تكلفة الطعام قائلاً ” عندما تتقاضى راتباً شهرياً ب735 دينار وسعر كيلو لحم الضان يتجاوز ال40 دينار واحتياجي للخبز شهرياً تتجاوز 150 دينار ونوع التونة الذي كنت اشتريه يبلغ 7 دينار ستشعر بالعجز في الثلث الأول من الشهر ” .

هذه الفوارق بين معدلات ارتفاع الأسعار ومستوى دخل المواطن تخلق صعوبة في الإكتفاء ، ويتحدث المواطن عادل المزوغي من طرابلس وهو والد لخمس اطفال ” راتبي يستنفذ قبل منتصف الشهر والذي انفق مايزيد عن نصفه على الأكل والشرب ، رغم اننا لا نعيش حياة فارهة ، بل تقتصر مشترياتي على أهم السلع فقط ، احياناً اجد نفسي مضطراً لبيع بعض المقتنيات كقطع الأثاث مثلاً لأسد جوع عائلتي “

لم تعد الأوضاع الاقتصادية مجرد سجال سياسي بين التيارات والكيانات المختلفة ولكنّ الناس يتأثرون بشكل مباشر بأوضاع الاقتصاد في معيشتهم وينغص عليهم عيشهم ، ما يُلزم صنّاع القرار على ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية وفاعلة على الأرض لتغيير هذا الواقع المرير .