Categories الاخبار

في كل زنقة ورشة وكلهم صنايعية ، هل لقيت من يهنيك علي سيارتك ؟

في كل زنقة ورشة وكلهم صنايعية ، هل لقيت من يهنيك علي سيارتك ؟
تنتشر ورش تصليح السيارات بمختلف تخصصاتها في الشوارع والأزقة في بلاد تقول بعض الإحصائيات إن تتواجد فيها أكثر من 3 مليون سيارة ، وفي وقت سابق من هذا توقعت منظمة ” أبحاث السوق المثابرة ” الأمريكية في دراسة بحثية بأن عدد السيارات في ليبيا بيتجاوز 5.5 مليون سيارة .
ومع غياب مراكز ومعاهد التدريب والتأهيل يمتهن العاملين في مجال تصليح السيارات بمختلف مجالاتهم ” ميكانيكا عامة ، سمكرة ، كهرباء سيارات وغيرها ” بعد إكتساب المهارات عبر العمل المباشر بالتجارب الشخصية او العمل ك”صنايعي” مع من هم أقدم منهم في المجال .
ويغيب في ليبيا بشكل جلي الجانب النقابي وهو الذي تقع على عاتقه في مختلف دول العالم دور منح تراخيص وأذون مزاولة المهنة وذلك بعد عدة إختبارات وإمتحانات بحيث يكون صاحب المهنة او “الصنايعي” مؤهل للدخول لسوق العمل .
وتتواجد في عدد من المدن الليبين وكلاء علامات تجارية مختلفة من السيارات ولكن في معظمها يتقتصر دورها على الجانب التسويقي ومعارض البيع مع وجود عدد قليل من مراكز الصيانة واللي من المفترض انها تكون على مستوى عالي من الجودة ، إضافة للإقبال المحدود من السائقين في ليبيا على هذه المراكز التابعة للوكلاء واللي يعتبروا إن أسعار خدماتها باهضة نوعاً ما .
ويعتمد أصحاب السيارات في ليبيا على التجارب السابقة لغيرهم من السائقين في البحث على ورشة او مركز صيانة موثوق ، وتطول رحلة البحث عن ” اسطى ” متمكن مع الإنتشار الكبير لها في كل مكان ، حيث تجد من يعمل داخل مزرعته وآخر اقتطع جزءاً من فناء منزله بسقف من “الزينقو” وافتتح ورشة للصيانة دون التأكد من خبرته وقدراته في هذا المجال .
ويتحدث ” الاسطى ” سالم البوعيشي وهو ميكانيكي يعمل في هذا المجال منذ 30 عاماً عما يحدث في هذه المهنة قائلاً ” اصبح كل من اعتقد أنه ميكانيكي يفتتح ورشة خاصة به ومعظمهم لا يملكون الخبرة اللازمة وتتضرر سيارات المواطنين بسبب أفعالهم وسوء عملهم ” ويضيف العام سالم ” انا متحصل على شهادة في مجال الخراطة من معهد التأهيل المهني ، وعلى الرغم من عملي في مجال مختلف وهو الميكانيكا ولكنني تلمذت على ايدي متمرسين في هذا المجال ، وانا بدوري قد دربت وأخرجت المئات من الميكانيكيين ولكن ما يحدث الآن يعتبر فوضى عارمة ” .
ويشتكي الحرفيون ايضاً من قطع الغيار المقلدة رديئة الجودة والمنتشرة بشكل كبير في السوق الليبي بفعل غياب الرقابة الفعلية ، ويتحدث اشرف الغراري وهو ميكانيكي شاب من داخل ورشته قائلاً ” الميكانيكي يقدر يفرق بين القطعة الأصلية والمقلدة وبين الجيدة والرديئة ولكن للأف معظم الموجودين اليوم لا ينطبق عليهم إسم “اسطاوات” ودخلوا للمجال بحثاً عن الكسب فقط من دون اي تدريب ” .
يتكلم المواطن حمزة العايب عن معاناته في ورش التصليح والخسائر المتكررة التي يتعرضها ويقول ” كلفني ضعف خبرة الميكانيكي خسارة 5000 دينار ثمن محرك اوروبي ، كان من الممكن أن يعالج الضرر بقطعة سعرها 200 دينار ولكن بجهله بأصول المهنة جعل المحرك ” يلتحم ” وأضطريت لشراء آخر “
يظهر هنا دور النقابات المهنية جلياً في تنظيم العمل وضمان جودته ، بما يضمن خدمات أفضل للمواطن ويقلل من خسارته .