Categories الاخبار

وسط تناطح السلطة والتاجر والمربي . الليبيون يترقبون أسعار الأضاحي .

وسط تناطح السلطة والتاجر والمربي . الليبيون يترقبون أسعار الأضاحي .

مع قرب حلول عيد الاضحى المبارك يتزايد السؤال حول أسعار الأضاحي وتحديداً الأغنام والتي شهدت أسعارها في العقد الأخير ارتفاعاً تصاعدياً كبيراً مما جعلها موضع اهتمام ومتابعة من المواطنين حتى يتجهزوا لهذه المناسبة الدينية.

وتراوح سعر الأضحية في السنوات الماضية بين 1000 دينار إلى 2300 دينار وهو ما لا يتناسب مع الدخل الشهري لعدد كبير من المواطنين ، فيما يربط المربين والتجار هذه القفزة في الأرقام لإرتفاع تكلفة الأعلاف واليد العاملة بالإضافة لتقلص مساحة المراعي إضافة لمصاريف النقل.

من جهته أرجع مروان الطبيب وهو مربي للمواشي ارتفاع أسعار الأضاحي في الأعوام الماضية إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وزيادة أجور الرعاة الأفارقة، وصعوبة نقل أحمال المواشي من مكان إلى آخر لبيعها في أجزاء أكثر من السكان، وزيادة عدد السكان وشرائها، مقابل المدن الصغيرة التي يربي مواطنوها أغنام ، متوقعاً استمرار الأسعار المرتفعة لهذا الموسم.

 وفي السابق أعلنت حكومة الوحدة عن قرار يدعم الأعلاف الحيوانية بنسبة 50%، حيث ستتعاقد لشراء قنطار الشعير بنحو 190 دينارا وتبيعه لمربي المواشي بـ95 دينار ، في محاولة لتخفيف الأعباء على المربين وبالتالي تنخفض الأسعار.

ويتحدث مسعود البوزيدي وهو مربي للأغنام قائلاً “سعر قنطار العلف اليوم 210 دينار وعلفة التسمين وصل إلى 300 دينار ولا وجود لأي اقبال في السوق ، والتجار يستغلون ذلك ويساومون بأبخس الأثمان ” ويضيف بأسى ظاهر في نبرته ” لحم الغنم في المجازر تجاوز سعره ال 40 دينار للكيلو جرام حتى تحول لسلعة مرفهة “ويتحدث البوزيدي عن المراعي قائلاً ” عندما تذهب ل”البر” لتجز بعض العشب يقومون برجمك بالحجارة ويطردونك بحجة انه محجوز ، ودائماً ما نضطر لشراء الخبز المجفف “اليابس” والذي بلغ سعر الكيس 40 دينار على الرغم من انه غير محبذ لنا ولكن للضرورة أحكامها “

وفي العام الماضي استقبلت الموانئ الليبية نحو 350 ألف رأس غنم من الخارج خاصة من اسبانيا ورومانيا في محاولة لتحقيق نوع من التوازن في السوق المحلي ، خاصة للمواطنين ذوي الدخل المحدود، في أعقاب الارتفاع الملحوظ في تكلفة الأغنام  الوطنية ، ومع ذلك يفضل الليبيون الأغنام المحلية لما يرون فيها من مزايا.

ويتحدث علي فرج وهو موظف يعمل بوزارة الداخلية قائلاً ” قبل عامين اشتريت رأس غنم بصك مصدق ، لم اتخيل أن هذا الشيء قد يحدث في يوم من الأيام ، كلفتني تلك الأضحية 1400 دينار أي راتب شهرين من وظيفتي ، في العام الماضي امتنعت عن الشراء ، لدي أطفال على مقاعد الدراسة ويحتاجون للأكل والشرب والثياب والدواء ، لا يمكنني تحمل هذه التكاليف ، وهي سنة عن رسولنا عليه الصلاة والسلام ولا طاقة لي بها “

وترتكز تربية الأغنام في ليبيا على مناطق محددة وهي السهول الشرقية ووديان جنوب طرابلس في بني وليد وترهونة ومسلاتة وزليتن بالإضافة لقرى غرب طرابلس ، ويرجع بعض المربين هذه الأسعار للمضاربة بين التجار حيث تمر المواشي من المربي إلى المشتري عبر سلسلة تجار.

اما بالنسبة للعام الحالي فقد أكدت مصادر من الثروة الحيوانة لتطبيق بكم الاخباري عدم توجه الفرق البيطرية حتى الآن للدول الموردة للأضاحي مما يرجح عدم تواجد الأغنام المستوردة لهذا الموسم ، وارجع المصدر ذلك لإرتفاع التكلفة من المصدر تأثراً بالأزمة الأوكرانية ، مؤكداً إستمرار البحث عن مصادر اخرى للتوريد ، وهو ما يبدو غير منطقي بسبب قرب حلول العيد ولما تحتاجه عمليات الكشف البيطري والشحن من وقت.

وبينما يقتنص الناس الفرح في محاولتهم التحايل على أزمات معيشية لا حصر لها  ، تغيب السلطة عن القيام بواجباتها في توفير أسعار مناسبة وكميات تكفي الحاجة المحلية، وتتخلى عن دورها الرقابي، تاركة الأسواق بيد كبار التجار والمضاربين.