رقاقة بحجم أظافر الاصابع ستصيب العالم بالشلل
أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان المخاوف من توترات مشابهة لما حدث في أوكرانيا وتعتبر الصين هذه الجزيرة جزءاً من دولتها الموحدة فيما تطالب هي بحقها في حكم ذاتي كدولة مستقلة .
وتأثر العالم بشكل كبير بعد إندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية بعد الربكة التي ضربت إمدادات القمح والتي تعتبر أوكرانيا أكبر مصدريه ويتخوف العالم من تكرار ذات السيناريو في تايوان والتي تتربع على عرش صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم أو ما تعرف بأشباه الموصلات .
أشباه الموصلات هي رقائق صغيرة بحجم 5 نانوميترات أي أقل حجما من أظافر الأصابع، باتت هي الصناعة الأهم في العالم، والعمود الفقري لأغلب الصناعات التكنولوجية الحديثة والأساسية في العصر الحالي.
وتسيطر شركة TSMC التايوانية شبه الحكومية على هذه الصناعة حول العالم وتستحوذ على أكثر من 50% ، وتتعاون مع أكبر شركات التكنولوجيا العالمية، وعلى رأسها شركة ابل الأميركية ، وتقدر قيمة الشركة السوقية حالياً بأكثر من 446 مليار دولار.
وتتمثل أهمية هذه الرقائق الإلكترونية الصناعة، إذ تعتمد أغلب صناعات التكنولوجيا على استخدام الرقائق الإلكترونية كمكون رئيسي لمنتجاتها كالسيارات الأجهزة الطبية الأسلحة المتطورة والهواتف وغيرها .
وتفوقت تي إس إم سيفي صناعة الرقائق بسبب إنفاقها الكبير على عمليات البحث والتطوير، إذ وحدها مع شركة سامسونج الكورية من تقومان بتصنيع الرقائق بحجم 5 نانوميترات، وهي رقائق متناهية الصغير وعالية التقدم في ذات الوقت.
واتجهت امريكا لدعم صناعة الرقائق الإلكترونية في داخل الولايات المتحدة بما قيمته 52 مليار دولار بالشراكة مع TSMC، والذي وافق عليه الكونغرس الشهر الماضي بحسب وكالة بلومبيرغ , إذ تعمل الشركة على بناء مصنع بقيمة 12 مليار دولار لإنتاج الرقائق في ولاية أريزونا .
وحذر رئيس شركة مارك ليو في مقابلة نشرتها سي إن إن من أن مصانع شركته ستتوقف عن العمل إذا امتدت التوترات إلى عمليات عسكرية بين بكين وواشنطن.
وتظهر في مثل هذه التوترات الجيوسياسية أهمية سلاسل التوريد والقوى الكامنة التي تجعل لكل دولة صناعية مكانة لا غنى عنها في جميع انحاء العالم .