هل يفتح التزاحم على الأسواق الشهية للإستغلال ؟
تشهد اسواق المواد الغذائية والخضار واللحوم إقبالاً كبيراً من الليبيين قبيل شهر رمضان ،ويظهر ذلك جلياً في المحال التجارية المزدحمة، ويتزامن هذا الإقبال في كل موسم مع موجة غلاء في أسعار كل السلع .
لم تسلم ليبيا من الأعباء المالية التي ضربت العالم بعد الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في أواخر فبراير الماضي ، وساهم ذلك في زيادة حدة موجة الغلاء الموسمية ، ولكن هل تقتصر الأسباب فقط على الأزمة التي يشهدها العالم .
يرى الباحث الإقتصاد منير الشريف بأن الثقافة الشرائية لليبيين في الفترة التي تسبق شهر رمضان جزء من المشكلة ، ويقول ” تسارع الناس على الأسواق والمبالغة في شراء المواد التموينية وزيادة الطلب يفتح الباب للتجار ويزيد من شهيتهم للإستغلال ورفع الأسعار ، خاصة مع غياب الرقابة من الجهات الحكومية ” .
حتى أصبح من الطبيعي أن تشاهد طوابير المتسوقين وعربات البضائع الممتلئة تغص بها الأسواق والمحلات التجارية في هذا الوقت من كل عام ، ويستمر هذا الوضع حتى ينقضي الأسبوع الأول من الشهر الكريم.
ويتحدث المواطن عبد القادر نجم من طرابلس عن غلاء الأسعار قائلاً ” دائماً ما يسبق شهر الخير موجة من ارتفاع الأسعار بسبب جشع التجار ، ولكننا نساهم في ذلك ” ويضيف “المنطق الذي يفترض علينا جميعاً وعلى الأسر أن يكون حجم المصروف اليومي في رمضان أقل بكثير من الأشهر الأخرى لأنه وجبة رئيسية واحدة، فخلال الأشهر الباقية يكون حجم الإنفاق على الأكل والشرب أكثر وكبير لأن عدد الوجبات فيه يكون أكبر منها في رمضان ” .
وينقسم التوجه الإستهلاكي في شهر رمضان إلى قسمين حيث تزدهر في النصف الأول من أسواق المواد الغذائية واللحوم ويكون التركيز على الأكل والشرب ، أما النصف الثاني فيتجهز المواطن لإستقبال العيد بشراء الملابس والحلويات .
ويتحدث المواطن سالم صقر وهو يجر عربة تسوق تتكدس فيها البضائع ضعف إستيعابها بأحد أسواق العاصمة طرابلس :” كل المنتجات ازداد سعرها ، بل وتضاعف اغلبها ، زيت الطهي والدقيق والأرز هي سلع لا يمكن الإستغناء عنها “
ويتحدث الباحث الإقتصاد ناصر الحامدي عن السلوك الاستهلاكي لليبيين قائلاً ” بعد يوم أو يومين من بدء شهر رمضان المبارك تجد الأسواق شبه خالية والبضائع متكدسة داخلها ، وتبدأ أسعار بعض السلع كالخضار واللحوم بالإنخفاض نوعاً ما ، مما يجعلنا نتساءل لماذا كل هذا التزاحم الذي يترك الفرصة للإستغلال ، هل ستغلق الأسواق ابوابها ؟ بالتأكيد لا ولكنها ثقافة سيئة انتشرت بيننا ، جعلت من شهر العبادة شهراً للتسوق “