أمٌ تموت برداً بحثاً عن حياة آدمية … وعواصم العالم تفجر المليارات إحتفالاً بالعام الجديد.
أصبحت العروض الضخمة للألعاب النارية والمفرقعات سنة من سنن المدن العالمية الكبرى في ليلة رأس السنة من كل عام حيث تطلق فوق المعالم والساحات الكبرى والأبراج الشاهقة إحتفالاً بالعام الجديد.
وتنفق الدول مبالغ هائلة على هذا العرض حيث بلغ إنفاق هونج كونج 8 ملايين دولار اميركي في عرض يستمر لنصف ساعة ، اما سيدني الأسترالية فقد أنفقت 6 مليون دولار أما ريو دي جانيرو البرازيلية فقد وصل التكلفة إلى 2.5 مليون دولار وتربعت مدينة دبي الإماراتية على رأس القائمة بإنفاقها لأكثر من 400 مليون دولار في عرض ضخم في عدة أماكن أبرزها برج خليفة .
وعلى طرف نقيض يعاني ملايين المشردين واللاجئين في مناطق عدة من العالم في مخيمات منصوبة على الأراضي المكشوفة يتربص بهم الجوع ونقص في الدواء والمؤونة ويتلفحهم برد الشتاء .
وعلى ذات الأرض التي تنفق دولها المليارات على عروض البهرجة والإستعراض يموت الضعفاء على حدود دول وتبتلعهم موجات البحار والمحيطات في سبيل بحثهم عن حياة كريمة ، وربما كان مشهد الأم الأفغانية والتي قضت نحبها تجمداً على الحدود الإيرانية محاولة الوصول إلى تركيا هي وطفليها قاسياً مع إنطلاق هذا العام ، حيث عثر على جثتها بجوار طفليها الذين لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات بعد أن خلعت ثيابها وحتى جواربها لتحمي صغارها من البرد القارص لترحل هي ويعيش ابناءها شهوداً على قسوة هذا العالم .